ازمة الكهرباء

تعيش بلادنا ازمه كهرباء مزمنه تمتد منذ عقود ورغم صرف مليارات الدولارات ما زال المواطن يعاني من انقطاع التيار في الصيف والشتاء على حد سواء والسبب لا يقتصر على ضعف الانتاج بل يمتد الى سوء اداره واهدار للموارد

ان العراق يملك كميات ضخمه من الغاز المصاحب لاستخراج النفط الا ان اغلبه يحرق في الهواء منذ سنوات في مشهد يعكس خساره اقتصاديه وبيئيه كبيره فبينما تصعد اعمده اللهب في سماء البصره والناصريه يضطر البلد لاستيراد الغاز من دول الجوار لتشغيل محطات الكهرباء

بهذا الشكل نجد اننا نحرق غازنا مجانا ثم نشتري غاز غيرنا باموال طائله وهو تناقض لا يليق بدوله غنيه بالثروات الطبيعيه ان الغاز الذي نهدره يوميا قادر على تغذيه محطات الكهرباء وتوفير الطاقه وتشغيل معامل الصناعه وتخليص البلد من التبعيه الطاقيه

ان استمرار هذا الحال يعني استمرار العجز في الكهرباء وزياده الضغط على الموازنه العامه وابقاء العراق رهينه قرارات خارجيه في كل فصل صيف حين ترتفع الاحمال وتزداد الحاجه للغاز المستورد

من هنا نرى في حركه بناه العراق ان الحل لا يكمن في مسكنات وقتيه او وعود موسميه بل في مشروع وطني متكامل يقوم على ما يلي

اولا استثمار الغاز المصاحب كاملا خلال مده محدده واقامه منشات للمعالجه والاستخراج بدلا من الحرق

ثانيا تطوير قطاع الكهرباء ليقوم على الطاقه الوطنيه والغاز العراقي بدلا من الاعتماد على الوارد من الخارج

ثالثا دعم مشاريع الطاقه المتجدده كالطاقة الشمسيه لتقليل الضغط على الشبكه الوطنيه

رابعا محاسبه كل من تسبب في هدر الغاز والكهرباء وتعطيل المشاريع التي كان يمكن ان تنهي الازمه

خامسا ربط خطط الاعمار والتنميه بقدره الطاقه المتوفره داخليا كي لا نبني مشاريع لا تملك طاقه لتشغيلها

ان الكهرباء ليست مجرد خدمه بل عنوان للسياده والاعتماد على الذات وهي شرط لكل نهضه اقتصاديه وانقاذ للبلد من التبعيه

فلنعمل معا من اجل عراق يستثمر غازه وينير بيوته من خير ارضه لا من استيراد الاخرين

بناه العراق
التاريخ يضاف لاحقا